11/29/14

الأسبوع الأخير من تشرين ...

توفي البارحة الرائع سعيد عقل، والذي كتب نقوشا ندر مثيلها في عالم الشعر العربي الحديث.. يميّزها كثافة المعاني وسموّها وقوّة المعاني البديعة فيها .. هنا بعض من قصائده (وإن كنت لم أجد "على رخامة" بعد)

وُلِدْتُ، سَرِيري ِضفَّة النّهْرِ، فالنَّهْرُ      تآخَى وعُمرْي مِثْلَما الوَرْدُ والشَّهْر ُ



سائليني







سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ، كيفَ غارَ الوردُ واعتلَّ الخُزامْ
وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا لانثـنى لُبنانُ عِطْـراً يا شَـآمْ
ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِـري و احتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَامْ
نُقلةٌ في الـزَّهـرِ أم عندَلَـةٌ أنـتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَامْ
أنا إن أودعْتُ شِعْـري سَكرَةً كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ
ردَّ لي من صَبوتي يا بَـرَدَى ذِكـرَياتٍ زُرْنَ في ليَّا قَــوَامْ
ليلةَ ارتـاحَ  لنا الحَـورُ فلا غُصـنٌ إلا شَـجٍ أو مُسـتهامْ
وَجِعَتْ صَفصَافـةٌ من حُزنِها و عَرَى أغصَانَها الخُضرَ سَقامْ
تقـفُ النجمةُ عَـن دورتِـها عنـدَ ثغـرينِ وينهارُ الظـلامْ
ظمئَ الشَّرقُ فيا شـامُ اسكُبي واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَـمَامْ
أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَـامْ
أمَـويُّـونَ، فإنْ ضِقْـتِ بهم ألحقـوا الدُنيا بِبُسـتانِ هِشَـامْ
أنا لسـتُ الغَـرْدَ الفَـرْدَ إذا قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ
أنا حَسْـبي أنّني مِن جَـبَـلٍ هـو بيـن الله والأرضِ كـلامْ


مرّ بي








مر بي يا واعداً وعداً مثلما النسمة من بردى
تحمل العمر تبدده أه ما أطيبه بددا
رب أرض من شذا و ندى و جراحات بقلب عدى
سكتت يوماً فهل سكتت؟ أجمل التاريخ كان غدا
واعدي لا كنت من غضب أعرف الحب سنى و هدى
الهوى لحظ شآمية رق حتى قلته نفذا
هكذا السيف ألا انغمدت ضربة و السيف ما انعمدا
واعدي الشمس لنا كرة إن يد تتعب فناد يدا
أنا حبي دمعة هجرت ان تعد لي أشعلت بردى




خذني بعينيك







طالَتْ نَوَىً وَ بَكَى مِن شَـوْقِهِ الوَتَرُ خُذنِي بِعَينَيكَ وَاغـرُبْ أيُّها القَمَرُ
لم يَبقَ في الليلِ إلا الصّوتُ مُرتَعِشاً إلا الحَمَائِمُ، إلا الضَائِـعُ الزَّهَـرُ
لي فيكَ يا بَرَدَى عَهـدٌ أعِيـشُ بِهِ عُمري، وَيَسـرِقُني مِن حُبّهِ العُمرُ
عَهدٌ كآخرِ يومٍ في الخـريفِ بكى وصاحِباكَ عليهِ الريـحُ والمَطَـرُ
هنا التّرَاباتُ مِن طِيبٍ و مِن طَرَبٍ وَأينَ في غَيرِ شامٍ يُطرَبُ الحَجَرُ؟
شـآمُ أهلوكِ أحبابي، وَمَـوعِـدُنا أواخِرُ الصَّيفِ ، آنَ الكَرْمُ يُعتَصَرُ
نُعَتِّـقُ النغَمَاتِ البيـضَ نَرشُـفُها يومَ الأمَاسِي ، فلا خَمرٌ ولا سَـهَرُ
قد غِبتُ عَنهمْ وما لي بالغيابِ يَـدٌ أنا الجَنَاحُ الذي يَلهـو به السَّـفَرُ
يا طيِّبَ القَلـبِ، يا قَلبي تُحَـمِّلُني هَمَّ الأحِبَّةِ إنْ غَابوا وإنْ حَضِروا
شَـآمُ يا ابنةَ ماضٍ حاضِـرٍ أبداً كأنّكِ السَّـيفُ مجدَ القولِ يَخْتَصِرُ
حَمَلـتِ دُنيا عـلى كفَّيكِ فالتَفَتَتْ إليكِ دُنيا ، وأغضَـى دُونَك القَدَرُ

 ألعينيكِ




ألعينيكِ تأنّى وخَطَرْ يفرش الضوءَ على التلّ القمرْ؟
ضاحكاً للغصن، مرتاحاً إلى ضفّة النهرِ، رفيقاً بالحجر
علَّ عينيكِ إذا آنستا أثراً منه، عرا الليلَ خَدَر
ضوؤه، إما تلفّتِّ دَدٌ ورياحينُ فُرادى وزُمَر
يغلب النسرينُ والفلُّ عسى تطمئنّين إلى عطرٍ نَدَر
من تُرى أنتِ، إذا بُحتِ بما خبّأتْ عيناكِ من سِرّ القدر؟
حُلْمُ أيِّ الجِنّ؟ يا أغنيةً عاش من وعدٍ بها سِحرُ الوتر
****
نسجُ أجفانكِ من خيط السُّهى كلُّ جَفنٍ ظلّ دهراً يُنتظَر
ولكِ «النَّيْسانُ»، ما أنتِ لهُ هو مَلهىً منكِ أو مرمى نظر
قبلَ ما كُوِّنْتِ في أشواقنا سكرتْ مما سيعروها الفِكَر
قُبلةٌ في الظنّ، حُسنٌ مغلقٌ مُشتَهىً ضُمَّ إلى الصدر وَفَر
وقعُ عينيكِ على نجمتنا قصّةٌ تُحكَى وبثٌّ وسَمَر
قالتا: «ننظُرُ» فاحلولى الندى واستراح الظلّ، والنورُ انهمر
****
مُفردٌ لحظُكِ إن سَرّحتِهِ طار بالأرض جناحٌ من زَهَر
وإذا هُدبُكِ جاراه المدى راح كونٌ تِلْوَ كونٍ يُبتكَر


 


مشوار
مين قال حاكيتو و حاكاني عا درب مدرستي
كانت عم تشتي و لولا وقفت رنخت فستاني
و شو هم كنا صغار و مشوار رافقتو أنا مشوار
و قالوا شلحلي ورد عا تختي و شباكنا بعلا
و شو عرفو أيا تختي أنا و أيا تخت أختي
بيلفقوا أخبار و مشوار يا عيوني مرق مشوار
و قالوا غمرني مرتين و شد شوف الكذب لوين
مرا منيح اتنين؟ و لا ردتو إيدي و لا هو أرتد
شو بيفضحو ا أسرار و مشوار شفتو و ما رجع مشوار
كذبوا مين بيقول كذبوا مين كذبوا مين بيقول كذبوا مين
امبارح بنومي بصرت اني عازندو طرت و الأرض مفروشة كلا ياسمين
إن صح الحلم شو صار و مشوار جينا عالدني مشوار






عم بحلمك
عم بحلمك
يا حلم بالبنان
انت الهدايا بالعلب
و الكاس شى انه انسكب
و الكان بالبال
و ما عاد مكان
وضاع
عم بكتبك بالنار
بقلام صكت لوز
قلهم لأهلك يرجعوا
للخير الكتير و المال
و بايدهم هالكون
بتغيب بتعود الدنيا تسمع
صوت الضباب
ع صوتك
بين ارز و كان
النجمه تهدا يوم
ما كل بطل
ها مثله مالون
قالوا أجل لا تصدق الفردان
بعده بايده سيف
ع السيف يرجع لك
لبنان
راجع تاتحلى بينه
تراب الحنان
مش بعدها لرجلين تتكسر
يتكسروا و يبقى الزمان
يا لبنان
وينك بتطل هالسماء
منحوت مثل هالشمس
كل يوم اكثر من أمس
ضحكه ع جرحك بلسمه
وعاد
عمبحلمك يا حلم يا لبنان
انت الهدايا بالعلب
و الكاس شى انه انسكب
و الكان بالبال
و بعدما كان .. يا لبنان



 وفي مداخلة مع الشاعر رفيق روحانا قال :"بدنا نعزّي لبنان والإنسانية برحيل سعيد عقل". وتابع :"إلي الشرف إنو أعرف سعيد عقل وإنو مرقت حد عتبة بيتو ، وأضاف :"الله كرّمني إنو سعيد عقل يموت عإيدي ، تلفنتلي ماري روز قالتلي الإستاذ تعبان جيت ركض من عشقوت للقنيطرة وقعدت من الساعة 1 ونص إحكي أنا وياه ، وماري روز ونصليلو ونرتّلو ونتذكر أجمل اللحظات اللي مرقنا فيا ونبكي وبقلبنا في فرح إنو هو عند الله".
وذكر روحانا أن الجملة الأخيرة التي قالها عقل :

"أجمل من يسوع إنك تشوف يسوع".




أيضا في هذا الأسبوع الأخير من تشرين ... 




No comments: