3/10/16

أفكار من حوار مع طراد حمادة عن التصوّف

حول الفارق بين تصوف الشيعة وتصوف السنة، يقول الدكتور طراد حمادة إن «هناك تعبيراً موجزاً يلخص هذا الموضوع وهو أن التشيع مذهب في حين ان التصوف سلوك. وعليه فإن التصوف لا يمكن فهمه وفق التقسيمات المذهبية. أي انه لا يوجد تصوف سني وآخر شيعي. لكن، هناك صوفيون سالكون كانوا على مذهب معين، ونسبوا، على مستوى العبادات والمعاملات الى ذاك المذهب.
كما اشتهر ابن عربي (المالكي) والسهروردي (الشافعي)، وحيدر آملي كان على مذهب الشيعة. لكن، عندما يصل الصوفي الى مرحلة من ذكرتُهم من أعلامه، فإنه لا يمكن تصنيفه مذهبياً».

نسأله: هناك اليوم نوع من انبعاث للتصوف في العالم العربي خاصة في اوساط الشباب، هل يكون ذلك رداً على توحش المجتمع وتشدده تحت غطاء المذهب والممارسة الصحيحة للدين؟ يجيب حمادة: «أعتقد ان الحرب على الإرهاب داخل العالم الإسلامي تكون من الناحية الروحية والثقافية والعودة الى منابع التصوف. هذه الطاقة الهائلة التي تستطيع ان تبني مجتمعاً وفق المفاهيم الإسلامية العادلة. ».
نسأل: التصوف تعريفاً هو المحبة والعشق الإلهي والبعد الروحاني للوجود، كيف يمكن ان «يقرش» ذلك في نظام سياسي؟
يقول: «من يحب الله يحب خلقه. وعند العرفاء اسفار روحية اربعة: والسفر الرابع هو من الحق الى الحق كما يتجلى في الخلق. بحيث ينظر العارف الى الخلق بعين الحق. الانسان، الكون، الطبيعة، كل ما سوى الله هو خلق الله وعلى العارف ان يتعامل مع هذا الخلق بكل مظاهر حب الله، وعليه لا يمكن للعارف في هذه الحال ان يؤذي خلق الله: من النملة الى الجبل. وهذا ما يجعل الكثير من المشتغلين في التصوف على ما ذهب اليه المفكر والتر ستيس، حين قال بأن مستقبل العالم وخلاصه في الصوفية، خاصة ان الخصال التي ذكرت من الروحانية الى الحب الإلهي والولاية متوفرة في جميع الأديان الموحدة أو غير الموحدة».

No comments: