6/12/15

عن : "منهاج تسلية الشعب الأمي"

في ما يلي مقتطفات من مقال ل محمد بنعزيز - كاتب وسينمائي مغربي (الرابط للمقالة الكاملة في الأسفل) يتناول فيه الإنتاج التلفزيوني (المعد للإستهلاك الأعم) ، ويتناول فيه علاقة المؤلفين والفنانين بالشعب :

... 

حين عُرِضت كوميديا رمضان الماضي، قال الصحافيون والشعراء والكتاب: هذه كوميديا تافهة ساذجة تستغبي الناس ولا تقدم لهم شيئا وهي نمطية فيها الكثير من التكرار. هكذا تحاول النخبة فرض معاييرها على الشعب. تقرر له ما يستحق المشاهدة وما لا يستحق. عادة يكره المثقفون التلفزيون، وهم يعتبرونه نقيض الكتاب. لكن الكتاب بالأبيض والأسود بينما التلفزيون يفيض فرجة وألوانا. والمثقفون الذين لا يظهرون في التلفزيون لا يحوزون شهرة وشرعية.

الجديد أن برنامجا إذاعيا في قناة البحر الأبيض المتوسط التي تبث من طنجة استضاف مؤخرا مخرج هذه الكوميديا، هشام العسري، فقال: "هذه كوميديا رمضانية موجهة للأميين من الشعب، وهي كوميديا بدون أطروحة، بدون موضوع موحد ولا تحمل أية قضية.. وحتى لو وضعت فيها قضية ما فسأتعب نفسي، لأن مقص الرقيب سيحذفها.. في التلفزة لا يمكن أن نتحدث عن أي شيء، هناك ممنوعات كثيرة.. وأنا لا أشاهد ما أصوره للتلفزيون".

...
الناس متساوون نظريا فقط. ممنوع الخلط بين الإيمان بالمساواة والاعتقاد بتحققها. الحقيقة الوحيدة على الأرض هي اللامساواة في الأكل والسكن والقدرة على الفهم واستهلاك الفن. إن العمل العضلي وانتظار الأوتوبيس ساعات طويلة والجوع وانعدام وقت الفراغ عوامل لا تساعد على الفهم. والتلفزيون يقدم للناس تسلية على قدر فهمهم. إذاً فالتلفزيون يعرف الشعب والشعب يعرف التلفزيون.

إلا يتحمّل المنتجون لهذه الأعمال مسؤولية الإرتقاء بالمشاهد، مع الإعتراف بالصعوبات التي قد تواجه جهدا كهذا ؟ أم أن هذه الصعوبات نفسها تجعل هكذا مهمة ضربا من الدونكيشوتية ؟ وأين تنتهي هذه الدائرة السلبية ؟

المقال : http://arabi.assafir.com/article.asp?aid=3131&refsite=assafir&reftype=weeklychannel&refzone=articles

No comments: